وديعة: ميمي يالله عاد لا تقعدين مبرطمة جذي .. ان شاء الله يروح ويرجع بالسلامة
طالعتها بحزن: ودوع بفتقده ما اقدر ادخل البيت وما اشوف محمد فيه .. هذا نور بيتنا
وديعة: بعد هذي ظروف الحياة ... منوي شرايش تخطبيني لمحمد ؟ ابغى اعرس يا ناس
ضحكت: ههههههه الله يغربل ابليسش .. بعدش لاحقة عالعرس
وديعة طالعت جي جي بنظرة: ليش ؟ حرام علينا حلال على غيرنا ؟
طالعتها جي جي: ايش قصـدك هـا ؟ ويا خشتك تقصديني .. حبيبتي انا شي ثاني .. خليك بعيدة عني!
سهى: اقول انتي ويا الشي ثاني مالتش هذي .. قلبي ويهش وروحي اكا ريلش اقصد فارسش المغوار وصل
جي جي: كووولي تبن
سهى: بلا كووولي تبن ولا كيييلي تبن .. روحي روحي فكينا من ويهش ..
طالعتني جي جي بنظرة حزينة: منوي! شفتي كيف تعاملني؟ زي التيس !
ضحكت بقوة: هههههههههههههههه والله اللي يقعد وياكم يستخف !
سحبتني سهى: امشي امشي بيمشي الباص واحنا واقفين وياهم
ركضنا اني وسهى للباص وركبنا وقعدنا
قالت سهى: وديعة زفتة
طالعتها باستغراب: ليش؟
سهى: اقولها خلنا نجي المدرسة بدون عبايات وهالاسبوع المرشدة يمكن تودينا رحلة بنروح بدون عبايات .. علينا الزيّ الرسمي .. مهيب راضية
طالعتها: ليش؟! احنا تعودنا على العبايات
سهى: تغيير لا أكثر .. خلونا نحس ان احنا ثانوية .. نبي نسوي اشياء فن !
ضحكت: اكثر من اللي مسوينه! انتوا اليوم شسويتون !
سهى: ههههههههه مو اني والله .. هذي وديعة اني اكل الحمبصيص واحطه بالدرج اهي تاخذه وتقططه على المعلمة .. يوم جكتنا تقول من ياكل حمبصيص قـالت منـى
وانتين اصلا نايمة
ـ هههههههه كنت تعبانة صراحة ما نمت البارحة عدل .. واهي شرحها وعدمه واحد بعد
سهى: والله حرام لكن .. اني خايفة اسقط في هالمقرر
ـ ايييه فال الله ولا فالش لا تقعدين الحين تهرين
سهى: والله منوي! المقرر فيه حشوو وكله انج
ـ بس في النهائي اييبون كله تطبيقي والحفظ قليل .. يعني أهم شي نعرف نطبق على التمارين وهالسوالف لأن الامتحان كللللله كأنه خارجي
سهى: الله يستر بس !
وصلنا البيت ودخلت الصالة ...
وتحنطت مكاني!
انصدمت بعمي قاعد على كرسيه المتحرك .. وإبراهيم ولد عمي!
تلاقت عيوني بعيونه وظل يطالعني .... مشيت خطوتين وتقربت من عمي
ـ السلام عليكم
وقربت من عمي وحبيته على راسه: شحوالك عمي؟
عمي: تحبين الكعبة يالغالية .. بخير الله يسلمش انتين ويش احوالش؟ شخبار دراستش؟
ابتسمت بمجاملة: الحمدلله اني بخير
أمي: يالله روحي بدلي ثيابش وصلي ونزلي .. عشان نتغدى
كنت بقول ما ابغى غدى .. بس يوم شفت عمي رديت تراجعت وقلت: ان شاء الله
وركبت الدري واني متخدرة ... ما يصير ما اتغدى وياهم وعمي ياي .. شبيقولون عني
بدلت ثيابي وصليت وقعدت على السرير .. قلبي يدق بقووة
ما أبا اشوفه ... طلعت من غرفتي واني اجر ريولي جر .. نزلت من على الدري
وهو كان بالصالة ونظراته تلاحقني واني احس بالخوف
خطرت افكار وايد في بالي
مستحيل اتم جذي! اذا شاف ضعفي بيستغلني وبيتمادى وياخذ راحته
لازم يشوف الجانب القوي مني عشان يعرف من اني
قعدنا كلنا على سفرة الغدا وتغدينا وطبعاً ماقدرت اكل براحتي لان نظراته ما خلتني
ساعات اشوف فيها حزن الدنيا وبعض الاحيان اشوف الحب ومرة اشوف الانتقام
مو غلطتي انك فهمتني خطأ يا ولد عمي مو غلطتي
بعد ما خلصنا رحنا انغسل المواعين اني وعلياء والباقي في الصالة وعلياء كانت تتحرطم
لأن تعبانة من المدرسة ومافيها شدة تغسل على قولتها .... بس لازم نساعد امي
امي تعبانة وايد من شغل البيت ..
علياء: تدرين ان اقرب واحد لجواد اخوي اهو حسين !
طالعتها: شدراش؟
علياء: عرفت بطريقتي .. علاقتهم وايد قوية! تدرين جم عمره؟
ـ كم؟
علياء: 21 سنة! غريبة مو؟! شي نادر ان نشوف شباب من ديرتنا يرتبطون في هالسن
ـ اممم اني اشوف الشي عادي
علياء: لا مو عادي .. الاوضاع وايد صعبة والفقر منتشر .. اكيد كان يحبها!
ـ وانتي ليش مهتمة جذي؟ لايكون للحين تفكرين فيه؟
علياء: تبين الصراحة ! ........ أي !
ـ لا حول الله
علياء: بس بدون شعور! صدق معجبة فيه بس يعني عادي يعجبني صح بس ما افكر فيه بطريقة ثانية .. مهتمة فيه لأن عاجبني ! وفيني فضول اتعرف على شخصيته وعن حياته لا اكثر!
ـ اكيد علاية؟
علياء: والله العظيم ما اجذب .. اصلاً عرفت عنه اشياء ما عجبتني!
ـ مثل؟
علياء: ما يسمع اغاني!
ضحكت بقوة: علاية انتين تافهـــة
علياء: تافهة انتين .. يعني مو رومانس مو شاعري ...
ـ شنو هالتفكير! اللي ما يسمع اغاني مو رومانس؟! ولا شاعري؟!
علياء: ابا واحد كل يوم يهدي لي اغنية شي ثاني ...
ـ بس تدرين؟ شكله ما يناسب عاد .. اتوقعته من طخة اخوش جواد
علياء: خخخ أي والله هالاناقة والكشخة .. اني قلت هذا متفتح وايد وروفل
ـ بسش عاد حشيتين في الريال حش
علياء: غصب عني .. ايدي تحكني اذا ما اتكلم عنه .. بس عن جد صدق! جميـل بقوة عليه وسامة خطيرة
ابتسمت في ويها .. وأخذت الصحون وقعدت انشفهم
علياء: اليوم شفت اخو انوار .. اني قلت يمكن لي نصيب فيه ! طلع جيكر الله لا يراويش اياه .. هو وزنوبة مطبخنا واحد
ضحكت: ههههههه علياء عيب والله عيب .. انتي شفيش جذي ملتهفة على العرس
علياء: مو ملتهفة .. بس ابغى واحد يحبني .. ياختي تمللنا من هالروتين .. والله كل ربعي يحبون ومرضعات بالليل شغالة .. كل وحدة تيي يوم ثاني وتسولف عن الحبيب واني كأني اطرش في الزفة
ـ يعني انتي تبين تصيرين مثلهم؟
علياء: اممم يعني مو أي ولا لا ... احس ان يقصون عليهم يعني علاقات مراهقية .. اني ابغى واحد شي خطيـر فـن يعني
ـ خليش في احلامش انتين ويا فارس الاحلام .. بروح ابدل ثياب حنين
علياء: هههههه ساعات احسش مربية !
ضربتها بالفوطة اللي بيدي: سخيفة زين!
وطلعت من المطبخ وبدلت حنين .. وقعدت شوي في الصالة .. بس كللش ما ارتحت نظرات ابراهيم " الحزينة " الموجهة لي خلتني احس بشعور ما ادري شلون اوصفه
عشان جذي قمت وطلعت بره البيت وقعدت في الزراعة
عندنا لوز وتوت وطماط .. حلوة زراعتنا
والنخيل بعد حلوة!
ابوي عنده زراعة كبيرة فيها اشياء وايد بس اخر مرة رحتها لما كنت صغيرة عمري 8 سنين
كان فيه ياسمينة .. حلوة! وريحتها تينن
قصيت لي 5 ياسمينات وكانو شوي كبار .. وقعدت على العتبة واشمهم واطالع السما ..
نزلت الشيلة اللي على راسي على كتفي وظليت اطالع الدنيا من حولي
......: مساء الخير لأحلى ياسمينة بالكون
ارتبكت وحطيت الشيلة على راسي ... ونزلت راسي وقلت بهدوء: مساء النور
قعد ابراهيم جنبي: شسوين؟
قويت قلبي: اطالع الطبيعة واشم الياسمين
إبراهيم: ريحته حلوة صح؟
هزيت راسي بالايجاب .. وقال لي: بس انتي احلى
طالعته بنظرة وفريت عنه ...
إبراهيم: منى! حسّي فيني .. انا احبش! والله العظيم احبش
حسيت بالغبنة واني بصيح..رديت عليه: لا تبتدي الموال لو سمحت لا تتعدى حدودك وياي
ابراهيم: الله يالزمن! الحين صرت حالي حال الغريب ما اتعدى حدودي ! وينها هذيك اللي تقول لي ابراهيم اني احبك اكثر واحد بالدنيا ! وينها الي كنت احملها على ظهري وادور فيها! وينها الصغيرة اللي كنت أذوب لما اشوف شعرها يطير وراها وهي تتمرجح؟ وينها اللي سلبت هالقلب من بد البنات كلهم! بطفولتها بشقاوتها ... ببرائتها بحمرة خدودها و
قاطعته: ابراهيم ارجووك !
نزل على الارض وجثى على ركبته وطالعني بعيوني: ادفع عمري كله عشان اسمع اسمي من لسانش
وقفت عشان امشي قبل لا يتعدى حدوده اكثر ...بس مثل ما توقعت مسكني من يدي بقوة وطالعني: انا ما صدقت القاش واكلمش بروحنا ... تقومين عني وتخليني بروحي؟
ما اقدر اتظاهر بالقوة اكثر غصب طاحت دمعتي: ابراهيم هد يدي .. انت قاعد تعورني
شد علي بقوة وخلاني اقعد وقال: آسف .. بس تكفين لا تصيحين! اموت ولا اشوف دموعش
ـ ابراهيم انت شتبي مني؟
حط يده على صدره وطالعني بنظرة حزن: انا؟ انا ما ابي شي ! ابي اشوفش فرحانة ومرتاحة ابيش تحسين فيني! تحسين بقلبي اللي كل ليلة ما ينادي باسم وحدة غيرش! ما تدرين شلون عشت طول هالشهور بدون ما اشوفش! منى حسيت نفسي بدون روح! ما احس بمشاعري ما احس بالدنيا من حولي ! مثل الميت! منى انا ادري اني ساعات اعذبش بتصرفاتي الطايشة بس والله هذا نابع من حبي لش .. انا
وسكت فترة وطاحت دمعته: انا تعبان وايد منى تعبان بدونش ... مو مهم تحبيني ! المهم انا احبش بس حسي فيني ولا تكرهيني ارجوش
تحركت عاطفتي قلت له بحنان: ابراهيم اني ما اكرهك مستحيل اكرهك انت ولد عمي وعزيز وغالي علي
ابتسم بفرح: صدق منى؟
كسر خاطري: ايه صدق
إبراهيم: منى! لو اخطبش من عمي بتوافقين؟
دق قلبي بخوف .. وطالعته بذعر ... وهو طالعني بنظرة استفسار يطلب الجواب
نزلت راسي وسكت ...
إبراهيم: خلاص اسف ما بتكلم الحين بخليش على راحتش اهم شي تكونين مرتاحة
ـ ابراهيم اني لازم ادخل البيت اذا شافوك اخواني وياي بتصير مشكلة
إبراهيم: زين ... روحي!
شلت جسمي بهدوء واني قلبي يرقع .. ما بغيت اخلص! مشيت بهدوء بس صوته وقفني .. التفت له واني خايفة: نعم
إبراهيم: للأمانة بس حبيت اقولش! قبل لا اجي لش كنت اراقبش من ورا الجدار
طالعته باستغراب .. وكمل وقال: تمنيت لو يرجع الزمن! واشوفش هذيك الياهلة .. وحشتني خصلات شعرش !
هزيت راسي ونظرة اشمئزاز تلون ملامح ويهي ومشيت .. بيظل طول عمره حقير ما عنده احترام
ولد عمي وجذي! شلون عيل الغريب!
رحت غرفتي وظليت اكتب واجباتي ...
بهالشهر صارت أشياء وايد! زينب لاعبة بجواد لعبتها عدل! مخلية مخه مفتر عدل .. يوم تكلمه ويومين تسكر التلفون واهو حالته حالة ... لمحت لي انها تدري عن خيانته انه يكلم بنت !
بس اني ما تكلمت .. لكن مقررة اقولها! لا تطالعوني ... اني ما ابي ادمر اخوي وحياته بيدي ..
بس الله ما يرضى باللي يصير واني أهم شي عندي رضا ربي .. وجواد غلطان
تراني الحين اداوم بالمعهد وشفته مرتين وياها واقف ... مرة بره المعهد
ومرة بالممر الضيق ... حركاتها قبيحة هالانسانة! ما ادري شقصتها ... وشفتها بعد تكلم شباب غير بالمعهد ..ببساطة استغفر الله ربي العظيم البنت بايعتها وخالصة !
شلت أغراضي ورحت تمددت على سريري وأفكر
ليش الناس لما تحب توجه الحب بشكل خاطئ ؟! ليش كل من يدخل عالم الحب ينجرح وينطعن ؟!
ليش اذا في طرفين يحبون بعض واحد يكون ملاك والثاني يكون شيطان؟ ما عمري شفت علاقة طيبة ومكتملة .. دوم الشر والخير متقابلين ! ليش جواد يسوي جذي! شنو شعور زينب
تجاه واحد مستعدة تبيع العالم عشانه .. وخالفت مبادئها وقيمها عشانه!؟ وبالمقابل اهو يخونها!
اني ما اقول ان جواد ما يحبها ... باين عليه يحبها ويموت فيها بعد .. بس الحب شي ! والوفاء شي ثاني!
ويــن الوفـا ! وينـه بهالزمن! ضايعين في مستنقعات الخيانة ! مافي وفا ولا في اخلاص !
غمضت عيوني وطاحت دموعي .. مليت اني من الدموع .. مليت! الحياة تخوف
مافيها امان ولا صدق ولا اخلاص ولا حُب حقيقي .. ياترى منو الانسان اللي بجتمع وياه؟ بيكون مخلص ووفي؟ بيصوني وبيصون العلاقة المقدسة اللي بينا؟ بيعزني وبيدللني! هالاحاسيس النايمة اللي بداخلها .. بيوقظها ! من اهو ! لو من تكون .. بظل أحبك! قبل لا أشوفك قبل لا أعرفك
دامك أنت قدري! بحبك .. وبحطك بقلبي .. وبظل انتظرك! بخلص لك في الحضور والغياب ..
الحين وبعدين ولين موتي ... وهذا القلب! عمره ما ينسكن فيه اثنين! انت واحد ! واحد وبس !
.
..
.
ـ ألو !
......: سلام عليكم
ـ عليكم السلام .. هلا دودي شخبارش عمري؟
وديعة: زفت!
ـ عسى ما شر!
وديعة: منوي! سهى تعبانة وايد!
طفرت من مكاني وقعدت: شفيها؟ توها الصبح ويانا شزينها!
وديعة: ابوها تعبان وايد في العناية المركزة! منووي! صادته جلطة!
انصدمت وظليت ساكتة ما اعرف شقول! عناية مركزة ! جلطة ! سهى !
صاحت وديعة: سهى تعبانة! ذابحة روحها من لصياح!
صليت على النبي بداخلي ورديت عليها: اذكري الله وديعة ما بصير شي إن شاء الله
وديعة: خايفة عليها وايد اني! لو يروح ابوها وش بصير منوي! الابو خيمة! الابو عزّ إن راح ....
قاطعتها: ذكري الله ودووع صلي على النبي لا تقعدين تفاولين افا عليش بس .. وحدي الله اللي الله كاتبه بصير لا تقعدين تفاولين ما بصير إلا الخير
وديعة: اتمنى!
ـ يالله صلي على النبي واهدأي خلش قوية الحين هي محتاجتنا مايصير نضعف !
وديعة: إن شاء الله .. يالله بسكر خبرش القيامة قامت في بيتنا رفعت المحكمة
ابتسمت: الله كريم ..
وديعة: ونعم بالله يالله مع السلامة حبيبتي
ـ الله يسلمش
وسكرته عن وديعة واني احس بخوف .. ظليت على فراشي متسندة واني افكر .. الله يستر من اللي ياي اني خايفة! ذكرت الله وصليت على النبي وظليت ساكتة
أتمنى أن كل الامور تعدي على خير .. التفت للباب لما شفت علياء واقفة : قومي يختي قومي .. هالبيت مافيه راحة قومي ياعزيزتي نقعد ويا عمش وولد عمش المصون المحترم
ابتسمت لها: شفيش تتحرطمين!
علياء: ابوي يازعم معصب! يبينا نقعد ويا اخوه وولد اخوه .. يالله والله تعبانة ابي انام اني !
ـ بعد يايين البيت مو عدلة نخليهم بروحهم .. صح كلام ابوي لازم ننزل
علياء: تكفين خليش من الرسميات اني بموت من النوم وانتين تقولين مو عدلة ومدري شنو .. عموماً قومي لا تصير القيامة هني
ـ اوكي بنزل الحين .. سبقيني
دخلت الحمام الله يعزكم وتوضأت .. فرشت سجادتي وصليت صلاة الحاجة وتمنيت الشفا لأبو سهى .. إن شاء الله تمر الأزمة على خير ويتشافى بحق محمد وآل محمد
يـا الله .. يـا من اسمه دواء وذكره شفاء وطاعته غنى ،، أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء يـا الله يـا الله شافي مرضانا بحق حرمة سورة الفاتحة ..
نزلت تحت عند الأهل ... أول شي ابراهيم ما كان موجود بعدين دخل .. طنشته وخليت نفسي قوية ما بنتبه له ... مالي خص ولا ابي مشـاكل خلّه بعيـد عني
واذا سوا أي حركة جديدة بقول لواحد من اخواني واللي بصير بصير! تصير مشاكل بين العايلتين تصير سوالف ما يهمني .. هالانسان مو طبيعي احسه مريض اخاف يصيدني شي منه !
~
~
.. :: كـاميـرا " سَرَاب المُنى " تنقل حدث مبـاشر من غرفة " جواد " :: ..
رن تلفونه وشاف اسمها يولع على الشاشة .. حسّ إن قلبه يدق بقوة .. رد بلهفة: ألو
وصله صوتها هادئ: مساء الخير
مثل الميت وردت له الروح : مسـاء النــور هـلا عمري
قالت بصوت حزين: شلونك؟
رد عليها بالمثل: انا ! الحمدلله على كل حال .. انتي شخبارج؟
بصوت مبحوح: الحمدلله بخير ..
وظلوا ساكتين .. ماكو غير انفاسهم تتحرك ونبضات قلوبهم!
همس لها بصوت متألم: أنا تعبـان وايـد
حست بضطغة قوية بقلبها، ردت عليه بهمس: أدري
جواد: وينج عني؟ ليش تخليني طول هالمدة ما تكلميني؟ زينب عيوني وحشتيني .. اشتقت لج وايد
ظلت ساكتة ما ردت، وكمل لها: وحشتيني عيوني .. شخبارج بعد؟
زينب: الحمدلله عايشة!
جواد: ابيج تتحملين بنفسج وتاكلين زين وتنامين زين وتحافظين على صحتج اوكي؟
قالت بصوت منخفض: إن شاء الله
وظلوا ساكتين مرة ثانية ... ظل يكحّ بقوة وهي تسمعه وتتألم .. تغمض عينيها وتتجرع ألف آهة بقلبها: متى بتترك هالسم؟ شوف نفسك شلون تكح! كأنك واحد بالخمسين من عمره
ضحك بوجع: هههه عادي حياتي متعود
ردت بألم: عادي؟ عادي عندك انت مو عندي .. انت ما تحبني!
سكت فترة وقال وهو يهمس: ما احبج؟ انا ما احبج؟ ... حبيبتي انتي كل حياتي! انتي حياتي كلها شلون ما احبج ...
وسكت وهمس مرة ثانية: احبج والله العظيـم أحبج
وظل يرددها بشكل هستيري، حست إن قلبها بيطلع من ضلوعه قالت بضيق وهي تقاطعه: ششششش بس خلاص! اسكـت!
وسكتوا مرة ثانية .. سمع صوت شهقاتها وهي تصيح..
جواد: حياتي لا تصيحين! دموعج غالية .. زينب عمري خلاص! بس يا بعد عمري لا تبجين .. ما اقدر انا! خـلاص!
ردت بصوت مبحوح وصوت صياحها يبين: ما اقدر! والله ما اقدر تعبـت تعبـت .. اشتقت لك وايد
رد عليها: عشاني! عشان جواد حبيبج! لا تبجين .. والله العظيم اتعذب .. انتي قاعد تعذبيني جذي!
وظلوا ساكتين فترة وهي مستمرة بالصياح، قالها بصوت مجروح: زينب عيوني! بس خلاص لاه! قلت لج عشاني ... لا تعذبيني عاد
تماسكت وقوت نفسها: إن شاء الله .. مسامحة
وظل السكوت مرة ثانية، ناداها برقة: حيـاتي؟!
زينب: هممممم
همس بصوت مخملي: أحبــج!
سكتت وهي تحس بصدى الكلمة يتردد بداخلها، قالها بفرح ممزوج بألم: أبي أكلمج على طول، أبي أكلمج وايد .. ما ابي أنهي المكالمة ما ابي الوقت يخلص مشتاق لج انا وايد!
ظلت ساكتة وما تكلمت، وعم السكوت بينهم للمرة الألف! بس تصاحب مع السكوت دمعاته وصوت صياحه!
حست بروحها تطلع من جسدها، شهقت بخوف: جــواد! لا تصيـح!
بس اهو زاد شهقاته وظل يصيح، وسكر التلفون بويها، دفن راسه بالموسدة وظل يصرخ يحاول يفرغ اللي بقلبه، أفكار وايد تدور براسه ! ليش يصير اللي يصير! أنا أحبهـا وأموت فيها والله أحبها، أحبها وما أقدر أتخيل حياتي بدونها، بس انا ما استاهلها، ما استاهل ظفر منها! قاعد اخونها واهي صابرة علي! اهي غير عن كل البنات ! كللهم اهي الوحيدة اللي غيرت فيني اشياء وايد! اهي الوحيدة اللي شقيت وتعـبت وظليت أشهور اركض وراها عشان احصلها!
بس ما حصلتها بسهولة! حصلتها بعد ما اهي اخذت قلبي مني! انا حبيتـها بس ليش حبيتها! شلون خليت قلبي يطيح بالحب! وانا مو قده ولا قد سوالفه ... شسـوي يـاربي شسـوي!
وظل على هالحال لمدة ساعة إلا ربع، بعدها دخل أخذ له شاور ورجع اتصل فيها!
ردت بلهفة: حبيبي وينك؟
ابتسم: انا بخير لا تخافين !
زينب: ليش كنت تصيح؟
سند راسه على الجدار وقال وهو يتنهد: كنت افكر بحالج! انا معذبنج وايد! شنو اللي مخليج تصبرين علي وانا ما استاهل حتى ظفر منج!
زينب: بو غـايب! لا تقول جذي! لو شنو يصير بظل صابرة ... أني
وسكتت!
ابتسم، يدري شبتقول، بس تستحي، قالها بصوت حنون: من زمان ما سمعت اسم " بو غايب" انتي الوحيدة اللي تناديني بهالاسم، وحشني وايد
ضحكت برقة، قالها: حبيبي شلون صحتج الحين؟
ابتسمت بألم: الحمدلله احسن بوايد .. انت تحمل بنفسك! جواد اترك عنك الزقارة بتفني عمرك
همس: احاول !
قالت له بلهجة عتاب: دوم تقول هالكلمة، احاول احاول، ليش ما تطاوع جواد، والله هذا بمصلحتك
قاطعها: زينب! سكري السالفة ما ابي اتكلم فيها!
سكتت وقالت بخضوع: إن شاء الله ..
سألها: متى بتروحين المستشفى؟
زينب: موعدي بعد يومين، احتمال يشيلون الجبس عن يدي
قال بقهر: عسى ايده تنشل الجـلب
زينب: جواد! لا تقول جذي لا تدعي هذا اخوي مهما كان .. ما ارضى عليه
جواد: اخوج ويضربج جذي؟ استضربت يمينه، ما عنده قلب؟ ما عنده ضمير يضرب وحدة مثلج مو كفاية انج مريضة ! بعد يزيدج
قالت بحزن: شسوي! ما بيدي شي هذا اخوي الكبير وهذول عايلتي مالي بد منهم .. لو كان أبوي عايش ما صار اللي صار بس حكمة ربك ما اقدر اعارضها
جواد: يوم واحد بيي لج بخطفج وبييبج بيتنا عند أمي
ضحكت بصوت عالي: يالمينون
جواد: لو بيدي اسوي شي كان سويت! بس آآخ آخ لو بس تمر هالسنة على خير
ابتسمت: سنة بس! وألتقي وياك بالجامعة بعدين بشوفك كل يوم
جواد: مو بالجامعة بـالبيت
زينب: تمزح مو؟
جواد: ليش امزح ... حبيبي! كلمت امي من يومين
نقزت من مكانها: احلف!
جواد: والله! قلت لها .. وتعرفين امي ما ترد لي طلب! تقول لي " يا وليدي هذا اللي عافس حالك علينا! اذا البنت بتريحك اني ما عندي مانع بنروح نخطبها لك "
قالت بخيبة أمل: اني عافسة حالك؟ جوااااااااد خليتها تاخذ عني فكرة موب حلوة
ضحك عليها: وش هالتفكير! امي مستحيل تفكر جذي اعرفها زين انا .. بعدين امي عندها انا شي خاص غير عن اخواني كلهم ...
قالت باندفاع: صـح لأنك انت المينون الوحيد بينهم
ضحك وقال بخبث: أحلى ينون عاد .. أي والله تقتل القتيل وتمشي بجنازته
ردت باندفاع اكثر: لحظة لحظة وش قصدك؟ اني وش لي خص جيه قتلت من؟!
استرخى على فراشه وقال: قتلتيني! تقولين مينون! انتي الي ميننتني!
استحت وظلت ساكتة ..
ضحك بقوة، ردت عليه بقهر: سخيـف وما يضحك انزين؟!
واصل ضحكه: لا مو انزين، بعدين من السخيف هـا انا سخيف؟ لا تخليني اراويج السخافة العدلة
قالت بغرور: لا تكفى عاد! كلشي ولا السخافة! انت بكبرك سخيف بعد تتسيخف اكثر ... اتوقع ان السما بيصير لونها اصفر
ضحك عليها، ونادته بفجأة: جواد
دق قلبه من نبرة صوتها: هلا
قالت بصوت هادئ: بكلمك بموضوع!
جواد: خير؟
بنفس نبرة الصوت قالت: لمتى بتدوم علاقتك ويا هذيك الآدمية " التافهة " ؟
قال باستغراب: شقصدج؟
قالت بحزم: قصدي واضح مثل وضوح الشمس
بتهرب رد: ما ادري عن شنو تتكلمين
صرخت بقهر: اقصد الوقحة بشـاير
رد عليها بهدوء وهو يصرّ على أسنانه: ألف مـرة قلت لج، اذا تكلميني! لا تصارخين علي .. فاهمـة؟ ولا افهمج بأسلوب ثاني؟
صرخت أكثر: أكررررررررررهك زين أكرررررررررررهك
بهدوء معتاد: اذا خلصت نوبة " السخافة " هذي كلميني مرة ثانية! اوكي!
زينب: جـواد لحظة
رد بدون نفس: خير؟
قالت بلهجة تهديد: لا تستغرب لو بعد كم يوم اجت لك " فلانة " الزفتة! تسألك: جواد صج انت خاطب؟ ساعتها لا تلوم احد اوكي؟
جاوبها بصرامة: زينب! مو جـواد اللي يتهدد اوكي؟! وراس امي الغالي أي خبر .. لو بحجم النملة يوصل لبشاير! ما بصير خير .. مفهوم!
زينب: خـلاص ما اقدر اتحمـل اني تعبـت منك تعـبت! خل أختك تتفاهم معاك! خبـرها اذا في وحدة في الكـون ترضى تكون بموقعي ساعتها بسكت!
ضحك بسخرية: ضحكتيني! خير حبيبتي! تهدديني بأختي؟ انا ما اخاف من أبوي بخـاف من اختي؟ ومن منـى ؟! أختي الصغيرة؟
قالت بحزن: انت ما ينفع معاك شي! ما عندك ضمير ما عندك احساس
رد بصرامة: ممكن اسكر؟ لأن نرفزتيني وما ابي اعصب عليج، وانتي تعرفيني اذا اعصب ما اعرف احد، فالافضل ان ما يوصل الامر بينا لهواش!
سكتت وظلت تدمع، قالها: يالله! تحملي بروحج وايد وتصبحين على خير وأحلام سعيدة
وظلت ساكتة وهو ساكت، رد قال: شنو؟ ما بتردين علي يعني؟
وظل يعيد كلامه! يبي يسكره واهي ساكتة وتصيح، قالت بصوت مبحوح: جواد اني تعبانة! محتاجة لك جنبي!
رد عليها بجفاف: ادري! بس انا الحين متنرفز وما ابي اعصب عليج، يالله تصبحين على خير
وسكره!!
طالعت التلفون بحزن خبته تحت الفراش، ودفنت راسها بين يدينها وظلت تصيح!